مطروح سؤال الناس على المثقفين وعنهم، وعلى الثقافة وعنها: ما العمل بعد كل ما حصل ؟! وما هو البديل الممكن لما حصل ؟! وكيف السبيل إلى مواجهة شافية نخرج منها بعافية ؟! وما الطرق والتوجهات التي تفضي بنا إلى مستقبل يُسْتَشْرَفُ على أرضية واقعية تعيش فيها المعطيات وتتفاعل بموضوعية وواقعية ؟! وما الذي يستطيع المثقف أن يقدمه تأكيداً لمصداقيته وتعزيزاً لسلامة رؤيته، في وقت تغيم فيه الرؤى ويضيق الفضاء، ويخفق الكلام في أربعة أركان الأرض بأجنحة رمادية مبشراً بالشيء ونقيضه، مسوغاً كل فعل، عابثاً بالقيم، ينتقي منها ما يشاء ويلغي ما يشاء ويتغاضى عما يشاء ويعطي ظهره لما يشاء؛ ثم يرتمي من بعد هو وأهله في ظل السياسات كسيحاً أو شبه كسيح، يتفرج على الممارسات المجترئة وهي تفترع طهر النفوس ونقاءها وحقوقها، وكل عوامل الوجود الحي في ساحات الحياة، وكل المساحات المقدسة في الضمائر والعقول؛ وتأخذ بقوة الفعل الذي تقيمه قوة عمياء أو مصلحة أكثر عمى، وهي تصرخ بوجه كل من يرفع نظره إلى سماء من أي نوع قائلة: هذا هو الذي يشكل الواقع القاسي بحرّه وقره، وهذا هو قوام جرعة " الحقيقة " التي يعطيها بما لها من طعم ولون وكثافة ومرارة وتأثير. هذا هو الفضاء الفعلي الذي يمكن أن تُبنى فيه أعشاش لا تسحقها الأقدام، ولا يعبث بها العابثون، ولا يقال: إنها من فصيلة ما يقدمه الوهم وتمحوه الصحوة؟! مطروح سؤال الناس أيضاً: من –هو- المثقف المعني بخطاب نوعي يأتي في ظرفه وتوقيته ويحقق تأثيره وأهدافه، خطاب يستمد قوامه وحضوره مما يعتمل في الحاضر، ويكون قادراً في الوقت ذاته على توظيف القوى والقدرات لجلاء صورة المستقبل وتحقيقها، وله تأثيره في صوغ التوجه والقرار؟ وهل يملك المثقف يا ترى من الأمر شيئاً؟ أم هو مجرد دعيّ له قدرة الحرباء على التلوُّن، وقدرة الخُلْد على فتح منافذ لا حصر لها في أعماق ظلام التربة، يتوغل فيها خوفاً ممن يلاحقونه بأشكال الملاحقة وأنواعها؛ وحين يخف ضغط الأحداث وتزول وطأة الخطر، يستعير من الطاووس ذيلاً، ومن البلبل صوتاً، ومن الصقر منقاراً، ومن الأسد لبدة ومخالب، ويأخذ بالتذمر والتضجر والتكبر، مصعِّراً خده للعالمين، ينفض ريشه ليخيف أو ليجلب الوهم بأنه قادر على أن يخيف وعلى أن يظل بظله من يشاء؛ وله من وراء ذلك العرض أو الاستعراض غايات مستورات لا يعرفهن إلاّ أصحاب العلم والخبرة؟؟
مطروح سؤال الناس عن المثقف وعلى المثقف: ماذا نفعل؟
!
وما الذي يجعلنا نقتنع بأن ما يدعو إليه خطاب الثقافة حق وفيه خلاص، وما الذي يجعلنا نسير وراء معترض، أو محرض، أو رافض لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، يطوف بنا على أجنحة الكلام والانفعالات، وحين يجدُّ الجد وتأتي ساعة الحسم والمواجهة يهرب ويتوارى زاعماً أن دوره الآن قد انتهى وأتت ساعة آل فيها الفعل والأمر إلى سواه ؟!
مطروح سؤال الناس البسيط على الثقافة وأهلها: هل أنتم منا أم علينا، أم لا منَّا ولا علينا ؟ وهل أنتم مع من يزقُّكم لتكبر حواصلكم وتسمن أبدانكم فتضيعون ألوانكم وأصواتكم وخطاكم، ولا تحسنون من بعد إلاّ اللفق الذي يتبع الزَّق ؟
!
مطروح سؤال الناس على المثقفين: لقد أتخمتمونا بالتحليل والتعليل والتفسير والتبرير، ولقد جابهتمونا بكل ما يكسر ظهورنا ويكثف الظلام في دروبنا… أفما لذلك كله من غاية أو نهاية ؟! وإذا كان الرد بالإيجاب: فإلام ترمون ومتى تنتهون ؟! فيقول قائلكم لنا، بعد أن يحاصرنا بمنطقه ويجلدنا بسياطه: هذه هي طريق الخلاص فاسلكوها، وهذا هو الذي إذا فعلتموه خرجتم من الظلمات إلى النور ؟!
فهل يأتي يوم نسمع فيه كلاماً شافياً نظيفاً واضحاً صريحاً، يضع النقاط على الحروف، والأقدام على الطريق، والسواعد في دوائر الفعل البنّاء، أم أن سيل الكلام سيبقى يتدفق في كل اتجاه، فيُغْرِق الرؤى وواحات الوجدان، وأن الذاكرة ستظل مثقوبة فلا يكون في ذلك إلاّ عَمَهٌ وبعض راحة لمن ينشدها ؟! أم أنكم يا أهل الثقافة لن تتعبوا من جلدنا والتعالي علينا والارتقاء على جثثنا ؟! ويحكم هلاّ اهتديتم إلى حقيقة أنكم لن تقنعونا بشيء إلاّ إذا كنتم قدوة فيه، وتلاقت آراؤكم وأقلامكم عليه، ودخل صدقه إلى قلوبنا، ومنطقه إلى عقولنا ؟! أفلستم تذكرون رائدكم وتتذكرونه في كل وقت، وأنتم تلوحون لنا بكلام وتمارسون بعده فعلاً لا ينمّ عليه، حيث قال ذلك الرائد:
لا تنه عن خلق وتأتيَ مثله
admin Admin
موضوع: رد: أسئلة للمثقفين 9/4/2009, 1:32 am
موضوع قيم و انا اريد ان ابدي رايي فيه
كل انسان له عقل يفكر وهبه الله له ليختار به طريقه و كل انسان مسؤول عن اختياراته
وللعلم الكثير من المثقفين يبيعون اقلامهم بل و ارائهم و ينخدع بهم الكثير من العوام
و هذا الزمان به الكثير من المتناقضات التي تحتاج الى الكثير من التفكير و التأمل
و عندما يلتبس علينا امر ما علينا الرجوع الى مصادرنا الموثوقه كتاب الله و سنة نبيه
و سنجد بهما ما يبعد شكوكنا و يريح انفسنا لك الشكررررررررر