ذكر المفكر " هربرت شيللر " في كتابه (المتلاعبون بالعقول) أنَّ مديري أجهزة الإعلام يعمدون إلى طرح أفكار وتوجهات لا تتطابق مع الحقائق من خلال غمر المتلقي بالمعلومات ـ بوصفها وعيا جاهزا ـ عبر وسائل الإعلام، ومع ذلك فإنهم لم يتمكنوا ـ حتى لقسم واحد من السكان من منع تزايد فهمهم. تداعت أمامي هذه العبارات عند اطلاعي على الحوار الذي أجري مع مدير قناة (العربية) عبدالرحمن الراشد بملحق (الدين والحياة) في صحيفة «عكاظ» بتاريخ 18-1-1430هـ لانطباقها عليه تماما سواء في سياسته الإعلامية عبر قناة العربية أو في حواره المنشور الذي أطلق من خلاله عددا من الأوصاف على مخالفيه، ونافيا جملة من الحقائق التي يراها حتى الأعمى !، آثرت أن أفندها في تعقيبي هذا، مستشهدة بعدد من التصريحات التي أدلى بها زملاء له من داخل القناة لا من خارجها إلى المركز الفلسطيني للإعلام (12-1-2009م )، إضافة إلى تقارير من صحف ووكالات عالمية لتفهمي التام لتقديس الراشد لكل ماهو غربي! أولا: ذكر مدير قناة (العربية) أن من يقول إن «العربية» تمثل الرؤية الأمريكية حيال غزة كاذب، نافيا وصف (العبرية) عنها، راميا بالتهمة قناة منافسة له. ربما لم يعلم مدير (العربية) أن موظفي القناة ذاتها يؤكدون العكس! لاسيما أن أهل مكة أدرى بشعابها، حيث ذكر أحد موظفي القناة بأن الصور التي بثتها قناة العربية مساء السبت 3-1-2009م، ليلة الاجتياح البري تم أخذها من الدعاية العسكرية للجيش الإسرائيلي! وأنها في حقيقة الأمر دعاية حربية لاستهلاك الجمهور الإسرائيلي بقدرات جيشه !! وأتساءل: أين المهنية والرؤية غير الصهيو أمريكية في ظهور النبأ العاجل التالي (الدبابات الإسرائيلية تتقدم باتجاه داخل غزة) مساء الجمعة 9-1-2009م، رغم أن الدبابات لم تتخط بعد حدود غزة ؟! الأمر الذي لم تطاوعه مراسلة قناة (العربية) حنان المصري حيث خرجت عن صمتها، مؤكدة أن الخبر"غير دقيق" و"مخالف للواقع"، وعلقت المراسلة وهي في قلب الميدان على ذلكَ بقولها : هذا يتسبّب في إثارة هلع الناس هنا في غزة،علينا أن ننتبه إلى هذا!، ماذا يسمي مدير (العربية) هذا التوافق بين المصطلحات الإعلامية العبرية وما يسمح ببثه في قناة (العربية) من مصطلحات؟ فالإعلام الإسرائيلي يقول إن الحرب تستهدف "حماس"، ويطلق على المقاومة "مسلحي حماس "وقناة (العربية) تردد مثل ذلك!، ويضيف أحد موظفي القناة في إشارة قاطعة على تأكيد الرؤية التي ينكرها مديرها! إن "بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تستحسن على ما يبدو بعض ما نقدمه للمشاهدين، فيتم الاقتباس عنا، وكلها تقارير تنال من المقاومة و"حماس"، كأنهم ببساطة يرون في ما نفعل خدمات مباشرة أو غير مباشرة للدعاية الإسرائيلية" بين الشهيد والقتيل ثانيا : ذكر مدير قناة (العربية) في ثنايا إجابة لسؤال وجه له: لماذا تصرون على تسمية شهداء غزة بالقتلى؟ إن الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ كان حاسما برفض تسمية القتلى بالشهداء ! وأقول: يؤسفني أن المهنية التي ينادي بها مدير قناة (العربية) وصلت إلى أدنى درجاتها هنا، بل ويشير جوابه إلى ازدواجية صارخة للمعايير الإعلامية التي يؤكد أنها تحكمه، ولي مع استشهاده على هذه الفتوى عدة وقفات: الأولى: لو سلمنا أن فهم المستشار الديني لمدير قناة العربية لفتوى فضيلة العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ صحيحا، ففيه رد عليه، فقد قال الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ مانصه: (إن الشهادة للمقتول بأنه شهيد تكون على سبيل العموم فيقال من قتل في سبيل الله فهو شهيد وما أشبه ذلك من الكلمات العامة، أما الشهادة لشخص بعينه أنه شهيد فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم ) [فتاوى نور على الدرب – نصية – موقع الشيح ابن عثيمين ] ، فمن الواضح أن فتوى الشيخ لا تجيز أن يطلق على شخص بعينه وصف شهيد كما فعل الراشد عند إطلاقه لهذا الوصف على مراسلة العربية أطوار بهجت، والمصور علي عبدالعزيز، إضافة إلى أنه يفهم منها إجازة أن يطلق على العموم لفظ الشهداء كما هو حاصل الآن في غزة، فكما هو معلوم في علم اللغة العربية أن الوصف الذي يطلق على جماعة لا يعني بالضرورة إطلاقه على كل فرد فيها، وعليه، فاستشهاد مدير قناة العربية بفتوى الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ يحمل تناقضا صارخا لما ينادي به، وما يطبقه من ممارسات داخل أروقة قناته، وبهذا تكون الفتوى دليلا ضد السياسة الإعلامية لقناة العربية لا معها ! الثانية: هنالك فتوى أخرى صادرة من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم (9284) برئاسة سماحة العلامة عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ تؤكد جواز إطلاق وصف شهيد على من قتل في المعركة، ومن قتل دون دينه، أوعرضه، أو نفسه، أو ماله، بل ويضيف الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ أن من قتل بالصواريخ حكمه حكم الشهداء، وهكذا كل مسلم يقتل مظلوما في أي مكان، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ،ومن قتل دون أهله فهو شهيد) [مجموع فتاوى ابن باز-ج6] ، وأتساءل بدوري هنا: إن كان من ورد ذكرهم في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ممن قتلوا في سبيل دينهم وأموالهم ودمائهم وأهليهم من أهلنا في غزة لايطلق عليهم في الجملة شهداء عند عبدالرحمن الراشد بل قتلى، فعلى من يطلق الشهيد على وجه العموم ؟!
*باحثة وطالبة دراسات عليا
صحيفة عكاظ- العدد 2783- الخميس 3/2/1430هـ
وكالات عالمية أكدت انحسار مشاهدي العربية «2-2» قمرا السبيعي
أكدَّ الباحث (جيتلين) في دراسة أجراها أن بعض وسائل الإعلام لا تنقل الحقيقة كاملة، بل تمارس شيئا من الانتقائية في عملية النقل، الأمر الذي يقلل من مصداقيتها في تصوير الأحداث الجارية ونقل وقائعها (الإسلام اليوم – 1-12-1429هـ). ما توصلت إليه دراسة الباحث (جيتلين) ينطبق تماما على ممارسات قناة (العربية) الإعلامية، ويفتح لنا تفسيرا للسياسة التي انتهجتها في تغطية أحداث غزة وما يسبقها من رواسب أيديولوجية!، ويبدو ذلك جليا من خلال بثها لخبر مزعوم ـ قبل عامين ـ يشير إلى تطاول رئيس الوزراء إسماعيل هنية على الذات الإلهية! في نشرة أخبار العاشرة، وقد نفاه الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية د. غازي حمد، جملة وتفصيلا، عند اتصال القناة به قبل بث الخبر، بل أكد أن مدير مكتب (العربية) في غزة نقل للمسؤولين في دبي موقفنا وطلب منهم وقف بث الخبر إلا أنهم أصروا على ذلك!، وأوضح أنه بعد نشر الخبر طلبت الحكومة الفلسطينية من قناة (العربية) اتخاذ موقف في النشرة التالية يكذب الخبر ويتضمن اعتذارا لرئيس الوزراء عما بدر منهم إلا أنهم رفضوا ذلك! (جريدة الرياض، 30-12-1427هـ،ع 14088). ربما يجد المتلقي من خلال الموقف السابق غير المهني تفهما لموقف قناة (العربية) المعادي لحماس منذ توليها السلطة، ولكن عندما يصل الأمر إلى أن تتوافق سياسة قناة (العربية) مع عدد من الأهداف الصهيوأمريكية التي تعمد إلى تجاهل ما يحدث على أرض الميدان في غزة من تقارير ومشاهد حقيقية ترفع الروح المعنوية، بل وتبحث عن عكسها إن لزم الأمر! ستنتفي حينها جميع التفسيرات التي تدعو إلى تفهم سياسة هذه القناة، بل وتتلاشى معها شعارات المهنية الشكلية التي ينادي بها مدير قناة (العربية)! شعبية الاستياء - يتساءل مدير (العربية) بإنكار عن كيفية معرفة مدى شعبية الاستياء ضد القناة وممارساتها في تغطية الحرب على غزة، ويزعم أن ذلك الاستياء لا وجود له سوى من أحزاب سياسية نافيا عنها الشعبية؟! تكفينا عناء الإجابة صحف غربية ووكالات عالمية تؤكد انحسار عدد مشاهدي (العربية)، ومقاطعتهم لها، فها هي صحيفة ذي غارديان البريطانية بتاريخ (30-12-2008م) تذكر أن قناة الجزيرة تتفوق على منافساتها من القنوات الفضائية العربية من حيث عدد مشاهديها الذين يتابعون التغطية المباشرة للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وتؤكد وكالة فرانس برس العالمية بتاريخ (9-1-2009م) أن هناك تباينا كبيرا في عرض الأحداث، حيث إن هناك تعاطفا واضحا من «الجزيرة» مع الفلسطينيين، بينما لا تظهر (العربية) أي تعاطف معهم، وتضيف الوكالة أنه بدأت منذ أيام حملة مقاطعة ضخمة لقناة (العربية)، تناقلتها العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية والمنتديات العربية. وليت مدير (العربية) يقوم بجولة سريعة في محرك البحث Google ويحصي عدد المواقع التي دعت لمقاطعة القناة بحملة شعبية لا علاقة للأحزاب السياسية فيها - علما - أنها بلغت حتى كتابة هذا التعقيب (2130) موقعا، ومنتدى، وصحيفة إلكترونية، وأجزم أنها في ازدياد! بين حماس و(العربية) - لعلي أختم هذه المداخله بأكثر أقوال مدير (العربية) طرافة عندما ذكر أن (العربية أكثر تعاطفا ورحمة بأهل غزة من غيرها، أما البعض الآخر فيستخدمونها للمزايدة والشعبوية)، وكأنه يؤكد أن الشمس يمكن حجبها بغربال! ليعلم مدير (العربية) أن هذا البعض أطلق على حرب غزة «عدوان» في حين أن (العربية) وصفته بـ(الهجوم)! البعض أطلق على ثبات غزة (صمود غزة)، في حين أن (العربية) وصفته بـ(ورطة غزة)! البعض أطلق على استهداف المدنيين العزل بـ(عدوان على الأبرياء العزل) في حين أن (العربية) وصفته بـ(هجوم على منزل قائد قسامي)! البعض أطلق على قصف الجامعة الإسلامية (استهداف للجامعات الإسلامية) في حين أن (العربية) وصفته بـ(هجوم على موقع لصناعة المتفجرات)! بل إن معاني الرحمة والتعاطف تتجلى في أبرز معانيها عبر ما ينشر في موقع العربية نت! منها ما نشر في: - يوم الخميس 1-1-2009م، بعنوان: الجروح المعنوية وصلت إلى نسبة %100، دمار نفسي يصيب كل الفلسطينيين بغزة جراء الغارات الإسرائيلية! وكأن الرحمة تملي على العربية تثبيط العزائم والهمم! - ويوم الأربعاء 7-1-2009م، بعنوان: روايات عن رؤيا أهالي غزة الشيخ أحمد ياسين هربا من واقعهم! وكأن الرحمة لها معنى آخر لدى العربية يتمثل في السخرية من رؤيا أهل غزة للشهيد أحمد ياسين وتفسيره بالهرب من الواقع!
الفتى
موضوع: رد: دراسة مهمة عن قناة العربية 23/5/2009, 2:17 am
أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن من يبيع دينه بعرض من الدنيا