لماذا لا ندرك قيمه الاشياء الا بعد رحيلها ... حينما يحتوينا ظلام الليل نقول لانفسنا كم كان النهار جميلا ... و عندما تحملنا رياح الخوف نقول لانفسنا كم كان الامان جميلا ... و عندما تعصف بنا ليال البعاد نقول... كم كان اللقاء جميلا اننا عاده نكتشف قيمه الاشياء فى أعماقنا بعد أن تتسلل من بين أيدينا و تمضى .. نعرف كم كانت أهميتها فى حياتنا...و من أكثر ما يندم عليه الانسان حب رحل خاصه اذا كان قد وضع نهايته و أسدل الستار عليه...و لهذا نبكى كثيرا على كل ما ضاع منا فهل من الضرورى أن تضيع منا الأشياء حتى نشعر بأهميتها ؟ و هل من الضرورى أن يبتعد الأحباب حتى يرى كل منهم الأخر بصوره أوضح؟ ان الحب أعمى كما يقول الناس .. ومرايه الحب عمياء ... و ليس معنى ذلك أننا لا نرى من نحب و لكن لأننا نتوحد فيه و نصبح شيئاً و كياناً واحداً فلا يرى منا الاخر .. انك ترى الشخص مادام أمامك فاذا توحد معك أصبحت لا تراه بل ترى نفسك فيه . أكان من الضرورى أن نبتعد حتى يرى كل منا الأخر بصوره أوضح ؟ .. كان غبار الأيام قد أخفى الكثير من ملامجنا و كان توحدنا مع بعض قد حجب عنا تفاصيل ملامحنا و دقات قلوبنا و صوت مشاعرنا , أكان من الضرورى أن نرحل حتى يشعر كل منا و هو يجمع سنوات عمره و رصيد ذكرياته أن هناك أشياء كثيره جمعتنا و أن هناك تفاهات صغيره فرقتنا كان من الضرورى أن يعود الحلم الى الارض مره أخرى لكى نراه حقيقه .. و أن تهدأ العواصف قليلا حتى نرى ضوء الشمس و أن يتساقط الغبار عن عيوننا حتى اراك جميلا كما كنت .. شامخاًً كما كنت .. كنت أريد أن ارى صورتك بلا رتوش تركها الزمن أو تشوهات خلفتها الأيام و ابتعد كل منا عن الأخر .. و اكتشفنا حجم خسائرنا بعد أن هدأ الصراخ ... و اختفت الزوابع و جلس كل منا مع نفسه يراجع الاحداث و الصور .. فى لحظات الغضب لا نرى و لا نسمع ... و بعد أن يهدأ كل شىء تعود الصور الى عيوننا و يعود الكلام الى مسمعنا و نعرف أخطائنا و الان انت هناك و أنا هنا لا شىء يجمع بيننا غير أطياف ذكرى تزورك أحيانا و تزورنى فى معظم الأحيان ... و كم سألت نفسى ما الذى جعل الطيور تهرب و المياه تجف ... و الحديقه الجميله يحتويها الصمت و السكون من فينا أخطأ و من منا أساء ... و من يتحمل مسئوليه الرحيل